البحث العلمي وطاقة البطاطس!

لابد وأن أحدكم قد قرأ عن فكرة توليد الكهرباء من البطاطس. والقصة لمن لم يسمع بها أن شخص يدعى
Amos Latteier قام بعمل بطاريات من البطاطس لتشغيل جهاز صوتي صغير وضعها في مؤخرة شاحنة وطاف بها أرجاء مدينته ليجعل الناس يشاهدون نجاح تجربته. حيث قام باحضار حبات بطاطس طازجة كبيرة، و قطعتين معدنيتين واحدة نحاس و الأخرى خارصين.وقام بغرز القطع المعدنية في حبة البطاطس بحيث تبعد قطعة النحاس عن قطعة الخارصين حوالي 2 سم أو 2.5 سم.

ومن تم قام بتوصيل هذه القطع المغروزة في البطاطس مع الجهاز صوتي صغير بواسطة أسلاك كهربائية.فحصل على طاقة كهربائية , وقد استخدم لهذه التجربة 500 باوند من البطاطس وكل حبة بطاطس ولدت حوالي 0.5 فولت. صحيح أن مقدار الطاقة المنتجة قليل ولكن مع اجتماع حبات البطاطس تم توليد الطاقة اللازمة لتشغيل الجهاز الصوتي.
الشاهد في الموضوع … أنه حينما قام Amos بتجميع الطاقات الصغيرة المنتجة من حبات البطاطس تولدت لديه طاقة أقوى … وهذه الفكرة يمكن تطبيقها في مجال البحث العلمي وخاصة في الجامعات … فأساتذة الجامعات يدرسون في كل فصل دراسي ما لايقل عن 25 طالب وقد يصل في بعض الأحيان للمائة أو أكثر … فلو قام أحد الأساتذة بالاستفادة من الطاقات الذهنية للطلبة في دفع البحث العلمي لتم إنتاج أبحاث عديدة في كل سنة دراسية. وقد يتسائل البعض كيف يمكن للطالب ممن يجهل بعضهم أصول البحث العلمي أن يفيد؟
عندها نقول أن الفكرة تتمحور حول طاقة البطاطس (وعذرا على التشبيه) فالطلبة هم من سيقومون بتوليد طاقات بسيطة لإثراء البحث وبتجميع هذه الطاقات يمكن تحقيق هدف أو أكثر من أهداف البحث. فالأستاذ (و الباحث الرئيس في هذه الحالة) لديه مشروع بحثي معين وبعدد من الأهداف … عليه أن يقوم بعمل خطة بحثية جيدة بحيث يمكن الاستفادة من طاقات الطلبة في مادته في إنتاج أو تحقيق هدف معين … وليس من الضروري أن يكون الهدف كبير ولكن لو تحقق هدف واحد لكفى!
وبهذه الطريقة سيستفيد الباحث وسيستفيد الطالب … استفادة الباحث تتمثل في إنجاز جزئيات من مشروع البحث والطالب استفاد من جهتين درجات في المادة و أيضا تعلم مهارة من مهارات البحث العلمي.نعتقد أنه لو قام كل أستاذ جامعي بمحاولة تطبيق هذه الفكرة بما تتناسب ومعطيات المادة التي يقوم بتدريسها … لخرجنا بأبحاث علمية جيدة ولأنتجنا جيل جديد من الباحثين الصغار!
لكن علينا أن نراعي الأهداف المتنوعة للتعليم الجامعي التي تختلف باختلاف التخصص ونحاول ان نوجد التوازن المطلوب. فلكل مادة منهج و طريقة تدريس مناسبة لتحقيق التحصيل العلمي المنشود مع مراعاة حدودالوقت والقدرات. فاحتياج بعض التخصصات للمهارات التطبيقية قد يفوق المهارات البحثية - كمثال: مواد البرمجة في تخصص الهندسة في مجال الحاسب أو مواد التشريح في تخصص الجراحة في مجال الطب..ويرى الكثير أن ربط التدريس في المرحلة الجامعية بالبحث العلمي يزيد من التحصيل العلمي للطلبة/للطالبات.حيث إن بعض الجامعات قائمة كليا على هذا المبدأ(Research-Oriented Programs)و لكن كثير من الجامعات لا تؤمن به.. حيث ترى أن هذا الربط يكون على حساب مهارات أخرى أساسية خصوصا في المجالات العلمية التطبيقية.

موضووووووع جميل جدا يامستر سمسوم وان شاء الله يوفقنا في المجلة الالكترونية